الثلاثاء، نوفمبر 18

مظاهر الانهزامية النفسية

1ـ رفض أي مسئولية قيادية ولو كانت جزئية، ومحاولة التخلص من أي أمر له تبعة ولو كان بسيطا؛ تهربا مما تتطلبه المسئوليات من أعباء وتبعات.
2 ـ القعود عن العمل للدين من الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجاهدة الكافرين والمنافقين بدعوى تفشي الشر وانتشار المنكر واستحالة التغيير.
3 ـ الخضوع والانقياد والاستسلام للأهواء، والإغراق في زخارف الدنيا ومباهجها، والانشغال بالتنافس على حطامها.
4 ـ اعتزال البعض للمجتمع والانكفاء على النفس هربا من مواجهة المنكر والباطل واختيارًا لسبيل الراحة والدعة عن مدافعة الظلم والظالمين.
5 ـ الخوف من الباطل والانقياد له مع ظهور روح اليأس من إمكانية المجابهة والمواجهة بحجة أن الباطل يملك كل شيء وأننا لا نملك أي شيء.
6 ـ الانبهار الواضح بثقافات الآخرين، والتساهل في قبول أفكارهم وطرائق معايشهم، بل وفي بعض الأحيان تبني أجنداتٍ تحقق لأعداء الدين مآربهم ومطامعهم.

ولا شك أن لهذه الهزيمة وذلك الاستخذاء أثره المدمر على من أصيب به وعلى أمته؛ فالأمة المهزومة نفسيا لا تنتصر أبدا، فالنصر حليف الجِدّ والمثابرة، والمنهزم نفسيا لا جد ولا عمل، بل ولا تطلع ولا أمل..
ومن هنا كان القرآن والسنة يحذران المسلمين من سلوك هذا السبيل والوقوع في ذلك المأزق..
قال تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه وغيره قال صلى الله عليه وسلم: "لا يحقر أحدكم نفسه.."
وفي صحيح مسلم: [احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز]

بل وسبيل القرآن والسنة مدح النفس بما فيها من خير ما لم يكن كبرًا أو ظلما أو إعجابا أو فخرًا، وخصوصا إذا كان في ذلك إظهار حق أو إخذاء باطل أو جلب منفعة أو دفع مضرة.. وقد ضرب يوسف نبي الله في ذلك الأمر مثلا حين طلب التمكين على خزائن الأرض مع تزكية نفسه بأنه حفيظ عليم.. وقد كان من وراء ولايته خير كثير ونفع عميم.
وقد ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم عن نفسه أنه سيد ولد آدم ولا فخر. وقال عن نفسه أيضا: [أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له] رواه البخاري ومسلم
وقال ابن مسعود عن نفسه: "والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه". والأثر رواه البخاري ومسلم أيضا.
وقد علق ابن حجر على هذا الأثر فقال: "وفي الحديث جواز ذكر الإنسان نفسه بما فيه من الفضيلة بقدر الحاجة، ويحمل ما ورد من ذم ذلك على من وقع ذلك منه فخرا أو إعجابا"(فتح الباري: 9/51)

ليست هناك تعليقات: